2 - 2 - 2 القول بأن الطائفة المنصورة هي فئة العلماء ومناقشته


الفصل الثاني المبحث الثاني: دورها الجهادي 

المطلب الثاني: القول بأنها فئة العلماء ومناقشته 

بعد عرض الأقوال والأدلة في أن الطائفة هي المجاهدون، يناقش هذا المطلب الأقوال بأن الطائفة هي العلماء دون غيرها من الأقوال الأخرى، كالعباد والزهاد مثلًا، وذلك لأنني لم أجد خلال دراستي، وتتبعي للأقوال، من اعتمد الأقوال والآراء الأخرى، وشرح الأدلة فيها، لننازعه عليها، وإنما ذكرها بعض العلماء في معرض النقل لتعدد الآراء والاختلاف في شأن الطائفة دون تبيين الحجج والبراهين، أو ذكر أصحابها.

ويجدر قبل الشروع في النقاش لفت النظر إلى أن المجاهد والعالم ليسا أمرًا واحدًا، وأن الفرق بين فئة المجاهدين وفئة العلماء فرق كبير، وما بينهما من التباين في الأدوات والمقتضيات والظروف التي تحيط بكل فئة واسع، ولا يمكن تجاهله، وهذا التفريق ينعكس بالضرورة على ما نذهب اليه في تفسير الطائفة المنصورة.

فالمجاهد يركّز في عمله على المجهود البدني والعضلي، ويُعمل الشدة والقوة والسرعة للإجهاز على العدو، وتنفيذ الأوامر الموكولة إليه، وشأنه يقتضي كثرة الحركة والنشاط واغتنام الفرص، وميدان عمله الأساسي خارجيّ في الثغور وأماكن الرباط، وفي العراء والميادين المفتوحة، حيث الظلمة الشديدة في الليل، والوحوش، والبرد، والحر.

وأمّا العالم فيركّز على المجهود الذهني والفكري، ويُعمل النظر والتأمّل والتأنّي في إنجاز المسائل العلمية، وتبيين الأحكام واستنباط الصواب منها، ويقتضي ذلك الهدوء والسكون والجلوس وإن طال الوقت، وميدانه الأساسي داخليّ في المدارس، والجامعات، والمساجد، والمجالس، والبيوت، حيث الدفء والأمن والراحة.

والأصلح للأمة أن يكون المجاهدون مجتمعين متحدين لتشكيل قوة رادعة للأعداء، وأن يكون العلماء متفرّقين موزّعين في الأقطار لتهذيب المجتمع وتعليم الناس في أماكن تواجدهم.

فهما فئتان مختلفتان جدًا، وإن كان لكل منهما دور مكمّل للأخرى، ومصلحة ضرورية لا يقوم بها غيرها، ولذلك نبّه الله عز وجل عباده المؤمنين على أنه لا ينبغي لهم أن ينفروا‏ جميعًا لقتال عدوهم، فتفوّت الأمة مصالح ضرورية منها التعلم والتفقه في الدين، وهي مصالح لا تأتي بالخروج للجهاد والنفير وإنما بالبقاء والإقامة بين الناس، قال ربنا عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِیَنفِرُوا۟ كَاۤفَّةࣰۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنۡهُمۡ طَاۤئفَةࣱ لِّیَتَفَقَّهُوا۟ فِی ٱلدِّینِ وَلِیُنذِرُوا۟ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَحۡذَرُونَ (التوبة: 122).

وليس الهدف من هذا الكلام التفاضل بين الجهاد والعلم، فلكل منهما أهميته ودوره في حفظ الدين والقيام عليه، وكل منهما ينقسم إلى فرض عين وفرض كفاية، وإنما هدفه إبراز ضرورة التدقيق في هوية هذه الطائفة لا أكثر، ولا ننسى أن العلم بالدين ضروري للمجاهد ولغيره، وأن كثيرًا من علماء الأمة شاركوا في الجهاد، وكانوا حافزًا لعامة المسلمين.

 

ابن بطّال: القرن الخامس الهجري.

جاء في شرح ابن بطّال للحديث في صحيح البخاري، كتاب العلم، قوله: «وفيه فضل العلماء على سائر الناس، وفضل الفقه في الدين على سائر العلوم»[1]. وكان الشرح على رواية معاوية بن أبي سفيان التي فيها: «من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله»[2].

وبعد قراءة كامل كلام ابن بطّال، يُفهم منه أنه يريد ذكر الفائدة الحديثية لمقدمة حديث معاوية: (من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين)، وليس الفائدة من الحديث كله، وذلك لأنه قسّم الحديث إلى مقاطع، وشرح كل مقطع على حدة، فبدأ بمقطع: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين) وقال: (وفيه فضل العلماء...)، ثم قال: وقوله: (إنما أنا قاسم) فشرحه، وقوله: (والله يعطي) وشرحه أيضًا، حتى بلغ قوله ﷺ: (ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله)، فقال: «يريد أن أمته آخر الأمم، وأن عليها تقوم الساعة، وإن ظهرت أشراطها، وضعف الدين، فلا بد أن يبقى من أمته من يقوم به، والدليل على ذلك، قوله: (لا يضرهم من خالفهم)، وفيه أن الإسلام لا يذل، وإن كثر مطالبوه»[3]، واستمر في الشرح دون الإتيان على ذكر العلم والفقه.

ولو كان هذا رأيه في الحديث كله، لأكّده في شرحه الحديث في باقي الكتب والأبواب التي كرّر البخاري الحديث فيها، ولا سيما كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، فلو كان تفسيره للطائفة بأنها العلماء لذكره وبيّنه في الباب المعنون بحديث الطائفة المنصورة في كتاب الاعتصام، ولكنه لم يأت في أي موضع من هذه الكتب على ذكر هذه الفائدة، أو ما يشير إلى العلم والفقه.

وأمّا الكلام في زيادة الحديث من رواية معاوية: (من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين)، وهل هي من حديث الطائفة المنصورة أم لا، فسآتي عليه في مناقشة قول أبي عبد الله القرطبي[4].

 

البغوي: القرن الخامس الهجري.

قال البغوي على شرحه لقول النبي : (قائمة بأمر الله): «وحَمَل بعضُهم مُطْلَق هذا الحديث على القيام بتعلّم العلم، وحفظ الحديث لإقامة الدين، قال أحمد بن حنبل: إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث، فلا أدري من هم»[5].

والعجيب أننا لا نجد لفظ (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين) إلا في رواية معاوية رضي الله عنه، بل جاء في الأثر ما يشير إلى أن رواية معاوية في حديث الطائفة المنصورة جمعت بين أكثر من حديث شريف، وأن معاوية اعتاد على تكرار حديث (من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين)، وتذكير الناس به في خطبه، وخاصة في أيام الجمعة

لا ريب أن القيام بأمر الله بمعناه الشامل يحث على العلم والتعلم، كما يحث على فعل كثير من أبواب الخير التي أمر بها الشرع، فهذا الفهم المطلق المرسل يمكن إطلاقه على العلم وعلى غيره، فيصلح لمن يفسر الطائفة بأنها المجاهدون أو الزهّاد والعبّاد وغيرهم، فلا عبرة به.

ولا يعتبر ما نقله البغوي عن بعضهم إقرارًا منه بأنه يفسر الطائفة بالعلماء، فقد يكون من باب ذكر الأقوال المختلفة فيها، لا أكثر، ويظهر من كلامه أن الذين نقل عنهم فهموا هذا المعنى من قول الإمام أحمد: (أصحاب الحديث)، وهذا استنتاجهم هم، وأما الإمام أحمد فله قول آخر: (هم الذين يقاتلون الروم)[6].

ويريد الإمام أحمد وعلماء السلف بقولهم (أهل الحديث) توضيح منهج الطائفة المنصورة، منهج أهل السنة الجماعة، وأنها لا يمكن أن تكون تبعًا لمذاهب أهل البدع والأهواء: كأهل الكلام، والرافضة، والمعتزلة، والجهمية، والخوارج، والقدرية، وغيرهم.

ولهذه المسوّغات وضّح كثير من علمائنا مراد الأئمة والسلف، بأن أهل الحديث وأصحاب الحديث هم أهل السنة والجماعة، فقال القاضي عياض موضحًا مراد الإمام أحمد بن حنبل: «إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث»[7].

وقال عبد القادر الجيلاني في رده على الألقاب والتسميات التي يطلقها أهل البدع على أهل السنة غيظًا وعصبية: «أهل السنة، ولا اسم لهم إلا اسم واحد، وهو (أصحاب الحديث)، ولا يلتصق بهم ما لقّبهم به أهل البدع»[8].

وبيّن ابن تيمية أنه مصطلح يشمل أهل السنة والجماعة حتى العوام منهم، ويشمل الفقهاء والأمراء والصوفية المتبعين، وغيرهم، ولا يعني أو يقتصر على علماء الحديث فقط، فقال: «ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته، بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه، ومعرفته وفهمه، ظاهرًا وباطنًا، واتباعه باطنًا وظاهرًا، وكذلك أهل القرآن، وأدنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث، والبحث عنهما وعن معانيهما، والعمل بما علموه من موجبهما، ففقهاء الحديث أخبر بالرسول من فقهاء غيرهم، وصوفيتهم أتبع للرسول من صوفية غيرهم، وأمراؤهم أحق بالسياسة النبوية من غيرهم، وعامّتهم أحق بموالاة الرسول من غيرهم»[9].

وقال ابن حزم: «وأهل السنة الذين نذكرهم أهل الحق، ومن عداهم فأهل البدعة، فإنهم: الصحابة رضي الله عنهم، وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين رحمة الله عليهم، ثم أصحاب الحديث ومن تبعهم من الفقهاء جيلًا فجيلًا إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم»[10].

ومن المعاصرين، قال الدكتور محمد با كريم: «أهل الحديث، في تفسير السلف للطائفة المنصورة، هم أهل السنة والجماعة، فهم الطائفة المنصورة؛ ولهذا نرى كثيرًا من أهل العلم يطلق اسم الطائفة المنصورة على أهل السنة والجماعة»[11].

وقال سلمان العودة في فصل: من هي الطائفة المنصورة؟: «وقد مضى بيان المقصود بأهل الحديث، وأنهم أهل السنة، المتَّبعون لما كان عليه النبي  وأصحابه، المجانبون لطريقة أهل البدعة، الملتزمون بالدليل في الاعتقاد والفقه، المستقيمون على الجادَّة في الخُلُق، والعبادة، والسلوك»[12].

هذه جملة من توضيحات العلماء لمصطلح أهل الحديث الذي ذكره علماء السلف في تفسير الطائفة المنصورة، وهم يريدون بذلك تبيين منهج الطائفة، وتمييزه عن مذاهب أهل الهوى والبدع. ومما يدل على هذا، أنهم -أي علماء السلف- فسّروا غير الطائفة المنصورة بأهل الحديث، فقد فسروا الغرباء[13]، والفرقة الناجية[14]، والأبدال والأولياء[15]، وغيرهم من الصالحين، بأنهم أهل الحديث وأهل الأثر، وبصيغ وألفاظ متشابهة، رغم اختلاف المراد في هؤلاء الصالحين المذكورين في الأحاديث الشريفة.

وهذا يعيدنا إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه حول أصول أهل السنة والجماعة، ومنهجهم: «هم أهل السنة والجماعة، وفيهم الصديقون، والشهداء، والصالحون، ومنهم أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، أولو المناقب المأثورة، والفضائل المذكورة، وفيهم الأبدال، وفيهم أئمة الدين، وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي : لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعة»[16].

 

أبو عبد الله القرطبي: القرن السابع الهجري.

قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره للآية (122) من سورة التوبة: «سمعت شيخنا الأستاذ المقرئ النحوي المحدث، أبا جعفر أحمد بن محمد بن محمد القيسي القرطبي، المعروف بابن أبي حجة -رحمه الله- يقول في تأويل قوله عليه السلام: (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) إنهم العلماء. قال: وذلك أن الغرب لفظ مشترك يطلق على الدلو الكبيرة، وعلى مغرب الشمس، ويطلق على فيضة من الدمع، فمعنى (لا يزال أهل الغرب) أي: لا يزال أهل فيض الدمع من خشية الله عن علم به وبأحكامه ظاهرين»[17].

ويستأنف القرطبي -رحمه الله- حديثه، فيقول: «وهذا التأويل يعضُده قوله عليه السلام في صحيح مسلم: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة)، وظاهر هذا المساق أن أوله مرتبط بآخره»[18].

وهذا تعليل من القرطبي لرأيه بأن الطائفة المنصورة هي فئة العلماء، إذ رأى أن الزيادة في رواية معاوية (من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدين) تعضد ما ذهب إليه شيخه أبو جعفر القرطبي، ولكن إذا كان سياق الحديث من رواية مسلم، لمن رأى أن الطائفة هي العلماء، مرتبط ومنتظم في قوله: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة)[19]، فإنه ليس كذلك في رواية البخاري وهي: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم ويعطي الله، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيمًا حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله)[20]، إذ يفصل السياق هنا كلام عن الصدقات والخُمس في الغنائم، ولا يمكن اعتباره مرتبطًا بالعلم.

قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث في صحيح البخاري: «وهذا الحديث مشتمل على ثلاثة أحكام: أحدها: فضل التفقه في الدين، وثانيها: أن المعطي في الحقيقة هو الله، وثالثها: أن بعض هذه الأمة يبقى على الحق أبدًا، فالأول لائق بأبواب العلم، والثاني لائق بقسم الصدقات، ولهذا أورده مسلم في الزكاة، والمؤلف[21] في الخُمْس، والثالث لائق بذكر أشراط الساعة»[22].

والعجيب أننا لا نجد لفظ (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين) إلا في رواية معاوية رضي الله عنه، بل جاء في الأثر ما يشير إلى أن رواية معاوية في حديث الطائفة المنصورة جمعت بين أكثر من حديث شريف، وأن معاوية اعتاد على تكرار حديث (من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين)، وتذكير الناس به في خطبه، وخاصة في أيام الجمعة.

فقد روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، عن معبد الجهني[23]، قال: كان معاوية قلّما يُحدّث عن النبي ، قال: فكان قلّما يكاد أن يدع، يوم الجمعة، هؤلاء الكلمات أن يحدّث بهن عن رسول الله  يقول: «من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين، وإن هذا المال حلو خضر، فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه، وإياكم والتمادح، فإنه الذبح‏»[24].‏

وأما رأي النووي في شأن الطائفة المنصورة فمشهور ومعروف، ذكرته في أول هذا المبحث، وهو يعدّد فيه أنواع المؤمنين في معرض الاحتمال دون ترجيح فئة بعينها... وقد انفرد النووي بقوله... وذهب إليه بعض المعاصرين

وما يدل أنه رضي الله عنه فعل ذلك في حديث الطائفة المنصورة ما رواه أبو عوانة وغيره، عن عبد الله بن عامر اليَحْصبي، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول على المنبر بدمشق: «أيها الناس، إياكم وأحاديث رسول الله  إلا حديثًا كان يُذكر على عهد عمر[25]، فإنه كان يخيف الناس في الله، ثم سمعته يقول: ألا إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: من يُرد الله به خيرًا يفقِّهْه في الدين. وسمعته يقول: لا تزال طائفة من أمتي قائمةً على أمر الله لا يضرهم من خالطهم[26]، ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس»[27].

وقول معاوية: سمعته يقول: كذا وكذا، يؤكد ما جاء في الحديث السابق من اعتياده تكرار أحاديث بعينها في خطبه، ومنها: من يرد الله به خيرًا...، ويؤكد أن هذه الزيادة ليست من حديث الطائفة المنصورة[28]، والله أعلم.

كما أنها لا تتفق من حيث المعنى مع ألفاظ أخرى في الحديث، رغم أن الروايات اختلفت لفظًا، واتفقت معنًا في كثير من الألفاظ، ولم تأت هذه العبارة في روايات معاوية إلا بلفظ واحد على هذه الشاكلة، مع اختلاف في ترتيب بعض الكلمات.

 

الإمام النووي: القرن السابع الهجري.

قال النووي بعد أن ذكر قول النبي : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين)، الحديث، قال: «وجملة العلماء أو جمهورهم على أنهم حملة العلم»[29]، وهذا إشارة إلى قول أئمة وعلماء السلف بأنهم أهل الحديث، وقد ظنّ بعضهم أن النووي يرى أن الجمهور يفسر الطائفة المنصورة بالعلماء.

وعند النظر في هذه العبارة المجتزأة، نجد أنه يذكرها في فصل: حقيقة الصحابي والتابعي وبيان فضلهم ومراتب الصحابة والتابعين وأتباعهم، ويشرع في تعديد مناقب الصحابة، وفضلهم، وتعريف الصحابي، ثم يذكر التابعين، ومراتبهم، ثم تابعي التابعين ومن بعدهم من المتبعين، وهكذا حتى قال: «وأما تابعو التابعين ومن بعدهم، فلهم فضل في الجملة، ولكن لا يلحقون من حيث الجملة بمن قبلهم...، ومع هذا فلهم في أنفسهم فضائل ظاهرة، وفي حفظ العلم آيات باهرة، ففي الصحيحين أن النبي  قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم خذلان من خذلهم). وجملة العلماء أو جمهورهم على أنهم حملة العلم، وقد دعا لهم النبي  فقال: (نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها)»[30].

وكلامه هذا لا يخرج عمّا ذكرته سابقًا، من أن المعنى المراد في قولهم أهل العلم وأهل الحديث هو أهل السنة والجماعة، ومنهجهم القائم على اتباع السنة الشريفة والأثر النبوي جيلًا بعد جيل، من الصحابة ومن تبعهم إلى يوم القيامة.

وقول النووي: (حملة العلم) يوهم بأنه يريد العلماء والمتعلمين، تمامًا كما يوهم قولهم أهل العلم وأهل الحديث بذلك، لكنهم يريدون العلم مع العمل والاقتداء والاتباع، وهذا سيقودنا إلى ما هو أوسع من مجرد تعلم العلم، فالعلم هو علم الكتاب والسنة الذي لا يقوم إلا بالعمل به، والثبات على الطريقة التي جاءت في الآثار والأخبار، وهذا لا ينحصر بالعلماء.

وأما رأي النووي في شأن الطائفة المنصورة فمشهور ومعروف، ذكرته في أول هذا المبحث، وهو يعدّد فيه أنواع المؤمنين في معرض الاحتمال دون ترجيح فئة بعينها، ويذكر أبواب الخير المحتملة، ولا يقصُره على باب واحد، قال: «ويحتمل أن هذه الطائفة مفرّقة بين أنواع المؤمنين: منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدّثون، ومنهم زهّاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير»[31].

وهذا يزيل الشك في أن النووي لم يذهب إلى القول بأن الطائفة هي العلماء دون غيرهم، وليس ثمة ما يشير إلى أنه أراد بقوله (حملة العلم) العلماء فقط، وإذا أراده حقًا، ولم يذهب إليه كما رأينا، فلنا أن نتساءل: لماذا يحتج به إذن؟

وقد انفرد النووي بقوله الذي يعدّد فيه الفئات، في شرحه على صحيح مسلم، وذهب إليه بعض المعاصرين، فقال همام سعيد: «والذي يحل الإشكال البحث عن طائفة متنوعة الكفاءات والطاقات، والإمكانات والأفراد، متحدة في الغاية والهدف، وما ذهب إليه النووي قريب من هذا، وينقص عبارته عنصر التعميم الزماني»[32]، وقال محمد المُبيِّض: «وفي ظني أن الطائفة المنصورة تشمل كل مؤمن موحد قائم على أمر الله في ثغره، سواء كان قيامه يقتضي الأخذ بالسنان أو التفوه باللسان أو بغير ذلك»[33]، واختار قول النووي أيضًا الشيخ محمد أبو شهبة في كتابه (دفاع عن السنة)[34].

وأكثر العلماء حدّد فئة بعينها دون غيرها، ومنهم من عدّد الأقوال على سبيل الاختيار، كمن يقول هم كذا أو كذا، ولعل ما دفع النووي إلى عدم حصر الطائفة في مجموعة وفئة معينة من الصالحين، دون ترجيح أحدها، هو تأثره بواقع الاختلاف في شأن الطائفة، ولا سيما أنه عرض رأيه هذا على سبيل الاحتمال والجواز، لا الجزْم، كما أن دلالات القتال في صحيح مسلم -حيث وضع النووي رأيه- واضحة في خمسة مواضع[35]، وهذا الأقرب للاعتبار وفق الأحاديث المروية فيه.

إن التعميم في تحديد فئة الطائفة المنصورة، واعتبارها متعددة الكفاءات والإمكانات، سيقودنا إلى مجموعة فئات مختلفة، وإلى مجموعة طوائف لا إلى طائفة واحدة محددة، ولا يحتمل الحديث كل هذه الدلالات، ولن يفيد في التعرّف عليها، وكشف من تكون، والاهتداء بطريقها.

 

الكرماني: القرن الثامن الهجري.

قال شمس الدين الكرماني -رحمه الله- في شرح حديث معاوية في صحيح البخاري: «قد استدل بعض العلماء به على امتناع خلو العصر عن المجتهد»[36]، ثم اقتبس قول ابن بطّال الذي أشرنا إليه آنفًا.

ولم يتعرض الكرماني إلى أدلة العلماء الذين استدلوا بالحديث على امتناع خلو العصر عن المجتهد، وليس في دلالات الحديث وألفاظه ما يُستدل به على أنهم العلماء، عوضًا على أنهم المجتهدين، والمجتهد هو أعلى مراتب الفقهاء، كما أن ابن بطال لم يأت على ذكر الاجتهاد والمجتهدين، وإنما قال إن في الحديث فضل العلماء على سائر الناس، وفضل الفقه في الدين على سائر العلوم، ولا يعضد هذا الكلام ما قاله الكرماني.

ولكن الكرماني أثار مسألة مهمة في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، في ترجمة البخاري لباب: قول النبي : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين يقاتلون على الحق) وهم أهل العلم، حيث قال: «فإن قلتَ: ليس في الباب ما يدل على أنهم أهل العلم، على ما ترجم عليه، قلتُ: نعم فيه، إذ من جملة الاستقامة أن يكون فيهم الفقيه، والمتفقه، ولا بد منه لترتبط الأخبار المذكورة بعضها بالبعض، وتحصل جهة جامعة بينهما»[37].

كيف يقول البخاري: وهم أهل العلم، ثم لا نجد في الباب ما يدل أنهم كذلك، وهذه إشكالية يقع بها من يظن أن البخاري يريد العلماء والفقهاء، وإنما هي مرادفة لقولنا أهل الحديث وأهل السنة.

ولم يسعف الكرماني ما استدل به من خلال مجمل لفظ الاستقامة على الدين، ورأى بها إمكانية ربط سياق الأخبار، وجمع بعضها ببعض، ولعله يريد ربط السياق مع الزيادة في رواية معاوية، فالتوقف عند الألفاظ المجملة ذات المعاني المتعددة والمشتركة، والنظر إلى دلالة العلم والفقه فيها، لا تستقيم به الحجة، وهو دليل يحتاج إلى دليل، وأن يكون في الطائفة الفقيه والمتفقه لا يعني أنها طائفة من الفقهاء والعلماء، وليس العلم والفقه، فحسْب، من ضروريات الاستقامة على الدين، ومن ضروريات الظهور على الحق، ومن ضروريات نصر الله، بل يشمل هذا المواظبة على القيام بكثير من الواجبات والأحكام الشرعية، وكثير من فروض الكفاية، وهذا باب واسع من الفروض والأحكام والواجبات.

 

السيوطي: القرن التاسع الهجري.

علّق السيوطي على قول البخاري: (وهم أهل العلم)، فقال: «أي المجتهدون، فلا يخلو الزمان من مجتهد حتى تأتي أشراط الساعة الكبرى»[38].

ويتضح أن السيوطي والكرماني يفسران الطائفة بالمجتهدين، وليس مجرد العلماء، ويستدلان بالحديث على استمرارية الاجتهاد والمجتهدين إلى يوم القيامة، وامتناع خلو الزمان منهم، ولم يسوقا القرائن والحجج التي تؤيد ما قالاه، وأما الذي نقلاه وفهماه من أقوال البخاري وابن بطّال فلا يقوم به الدليل ولا تطمئن له النفس، مع العلم أن جمهور العلماء مع جواز خلو الزمان عن مجتهد[39]، وهذا يخالف ما ذهبا إليه، ويخالف رأي كثير من الحنابلة.

وما يدل أن البخاري أراد بقوله: أهل العلم هنا أهل السنة والحديث، منهج الطائفة، أنه فسّر الطائفة المنصورة بأنها أصحاب الحديث في قول مشابه أشرت إليه في مبحث: منهج الطائفة واتباعها للسنة.. واهتمام السلف بذلك[40].

وأنه روى حديث الطائفة المنصورة في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، وهو كتاب اعتنى به بأن أورد فيه الأحاديث المرشدة إلى حسن التمسك والاقتداء والاتباع لمذهب أهل السنة والجماعة، ومن هذه الأبواب: باب: الاقتداء بسنن رسول الله ، وباب: الاقتداء بأفعال النبي ، وباب: قول النبي  لتتبعن سنن من كان قبلكم، وباب: إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة، وغيرها.

وحول ترجمة البخاري للباب التاسع عشر من كتاب الاعتصام، بقوله: باب قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطًا) وما أمر النبي  بلزوم الجماعة وهم أهل العلم[41]، قال ابن حجر: «فعُرف أن المراد بالوصف المذكور أهل السنة والجماعة، وهم أهل العلم الشرعي، ومن سواهم من الفرق الضالة، ولو نسب إلى العلم فهي نسبة صورية لا حقيقية»[42].

 

السندي: القرن الثاني عشر الهجري.

وقال نور الدين السندي في شرحه على سنن ابن ماجة: «(منصورين) أي بالحجج والبراهين أو بالسيوف والأسنة، فعلى الأول هم أهل العلم، وعلى الثاني الغزاة، وإلى الأول مال المصنف فذكر الحديث في هذا الباب، فإنه المنقول عن كثير من أهل العلم»[43].

والمصنف هو ابن ماجة، والباب هو باب: اتباع سنة رسول الله ، الباب الأول من كتاب السنة، وهذا الباب يصلح للعلماء، ويصلح للمجاهدين، كما يصلح لغيرهم من صالحي الأمة جميعًا على حد سواء، فليس الباب باب العلم، وليس الكتاب كتاب العلم حتى ينجلي لنا ما مال إليه المصنّف في أن الطائفة هم العلماء، كما قال السندي رحمه الله.

إلّا إذا أراد السندي أن أهل العلم هنا هم أهل السنة والجماعة، فيحصل الاتفاق مع ترجمة الباب، ولكن لا يبدو الأمر كذلك في سياق كلامه، وتتمة شرحه للحديث.



[1] ابن بطال، شرح صحيح البخاري، كتاب العلم، باب: من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين، ص: (1/154).

[2] الحديث: (9).

↩ عودة 

[3] المرجع السابق، ص: (1/155).

↩ عودة 

[4] لاحقًا في هذا المطلب.

↩ عودة 

[5] البغوي، شرح السنة، مرجع سابق، فضائل الصحابة، باب: ظهور طائفة من هذه الأمة على من خالفهم، ص: (14/213).

↩ عودة 

[6] انظر المطلب الأول في المبحث الثاني من هذا الفصل.

↩ عودة 

[7] النووي، صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الامارة، قوله: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، ص: (13/97).

↩ عودة 

[8] الجيلاني، عبد القادر، الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل، تحقيق: صلاح بن محمد بن عويضة، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، (1417 هـ/ 1997 م). ص: (1/166).

↩ عودة 

[9] ابن تيمية، مجموع الفتاوى، ص: (4/95).

↩ عودة 

[10] ابن حزم الظاهري، علي بن أحمد، الفصل في الملل والأهواء والنحل، تحقيق: محمد إبراهيم نصير وعبد الرحمن عميرة، بيروت، دار الجيل، ط 2، (1416 هـ/ 1996 م). ص: (2/271).

↩ عودة 

[11] با عبد الله، محمد با كريم محمد، وسطية أهل السنة بين الفرق، الرياض، دار الراية للنشر والتوزيع، ط 1، (1415 هـ/ 1994 م). ص: (123).

ومحمد بن با كريم بن محمد با عبد الله، حاصل على الدكتوراه في العقيدة سنة (1409هـ)، وهو أستاذ في كلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعميد كلية الدعوة وأصول الدين في الفترة (1421- 1429هـ).

↩ عودة 

[12] العودة، صفة الغرباء، ص: (209).

↩ عودة 

[13] الخطيب البغدادي، شرف أصحاب الحديث، ص: (53).

↩ عودة 

[14] المرجع السابق، ص: (55).

↩ عودة 

[15] المرجع السابق، ص: (100).

↩ عودة 

[16] ابن تيمية، مجموع الفتاوى، ص: (3/159).

↩ عودة 

[17] القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي وآخرون، بيروت – لبنان، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر، ط 1، (1427 هـ/ 2006 م). ص: (10/434).

↩ عودة 

[18] المرجع السابق.

↩ عودة 

[19] الحديث: (6).

↩ عودة 

[20] الحديث: (7).

↩ عودة 

[21] هو البخاري.

↩ عودة 

[22] ابن حجر، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين، ص: (1/347).

↩ عودة 

[23] معبد بن عبد الله بن عويمر الجهني، تابعي، أول من تكلم بالقَدَر، ونشأت على رأيه فرقة القدرية، وكان صدوقًا في الحديث، توفي سنة (80 هـ).

↩ عودة 

[24] مسند أحمد بن حنبل، حديث: (16846)، ص: (28/60). وقال الأرناؤوط في التعليق: إسناده صحيح.

↩ عودة 

[25] قال النووي: «ومراد معاوية النهي عن الإكثار من الأحاديث بغير تثبُّت، لما شاع في زمنه من التحدّث عن أهل الكتاب، وما وُجد في كتبهم حين فُتحت بلدانهم، وأمَرَهم بالرجوع في الأحاديث إلى ما كان في زمن عمر، لضبطه الأمر وشدته فيه، وخوف الناس من سطوته، ومنعه الناس من المسارعة إلى الأحاديث، وطلبه الشهادة على ذلك حتى استقرت الأحاديث واشتهرت السنن». انظر: النووي، المنهاج في شرح صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، شرح حديث رقم: (1037). ص: (656).

↩ عودة 

[26] قد يكون هذا اللفظ من قبيل التصحيف، والأصل (خالفهم)، فالسياق لا ينتظم بقوله: لا يضرهم من خالطهم.

↩ عودة 

[27] أبو عوانة، المسند الصحيح المخرّج على صحيح مسلم، كتاب الأمراء، باب: بيان إثبات الجهاد وأنه ماضٍ إلى يوم القيامة، حديث: (7948)، ص: (15/469). وقال محققه: «الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، إلا أن بينه وبين رواية المصنف اختلافًا في الزيادة والنقص...، وأخرج البخاري الحديث بنحوه، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، ولم يذكر قول معاوية h في أوله: «أيها الناس، إياكم وأحاديث...».

↩ عودة 

[28] وينطبق ما ذكر في زيادة رواية معاوية على الزيادة في رواية عمران بن حصين التي فيها قوله: (أن خير عباد الله تبارك وتعالى يوم القيامة الحمّادون)، من جمع أحاديث مختلفة في حديث واحد، وتعدد الموضوعات والأحكام، وعدم الانتظام في السياق، فقد بيّن الألباني -رحمه الله- أن حديث (خير عباد الله تبارك وتعالى يوم القيامة الحمّادون) هو حديث موقوف، أي من قول الصحابي، وإن كان معناه مرفوعًا، فقال: «وهو إن كان ظاهره الوقف، فهو في المعنى مرفوع، ويؤكد ذلك أمران: الأول: أنه جعله بيانًا لقوله (الحديث)، والمراد به المرفوع كما هو ظاهر. الثاني: أنه ساق معه حديثين آخرين مرفوعين، فأشعر بذلك أن الذي قبله مثلهما في الرفع، ولذلك قال الهيثمي: «رواه أحمد موقوفًا، وهو شبه مرفوع، ورجاله رجال الصحيح)»، انظر: الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، ص: (4/112-113).

↩ عودة 

[29] النووي، يحيى بن شرف، تهذيب الأسماء واللغات، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، (1428 هـ/ 2007 م). ص: (1/23).

↩ عودة 

[30] المرجع السابق، ص: (1/23-24).

↩ عودة 

[31] النووي، صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الامارة، باب قول النبي : لا تزال طائفة ظاهرين..، ص: (13/97-98).

↩ عودة 

[32] نقله إبراهيم العلي في: العلي، إبراهيم، الأرض المقدسة بين الماضي والحاضر والمستقبل، لندن، منشورات فلسطين المسلمة، ط 1، (1996 م). ص: (122).

وهمام سعيد هو همام عبد الرحيم سعيد، ولد سنة (1944 م) في قرية كفر راعي في محافظة جنين في فلسطين، من قيادات الإخوان المسلمين البارزة في الأردن، حيث اختير مراقبًا عامًا لها لدورتين متتاليتين، خلفًا لسالم الفلاحات عام (2008 م)، وانتخب مثّلهما في البرلمان عام (1989 م)، وهو حاصل على دكتوراه في الحديث وعلومه من كلية أصول الدين، جامعة الأزهر، عام (1977 م)، وعمل في حقل التدريس بالجامعات الأردنية سنوات طويلة.

↩ عودة 

[33] المبيض، محمد أحمد، الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، القاهرة، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، ط 1، (1425 هـ/ 2006 م). ص: (477-478).

والمبيض هو محمد بن أحمد بن طه، والمبيض لقب لجده، باحث غزي فلسطيني، حاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية قسم الفقه وأصوله من البرنامج المشترك بين جامعة عين شمس بمصر وجامعة الأقصى بغزة، حيث حصل فيها على درجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى. له العديد من المؤلفات المطبوعة، منها: مصلحة حفظ النفس في الشريعة الإسلامية، وثقافة السلام عند رسول الإسلام، وأخلاقيات الحرب في السيرة النبوية، وغيرها.

↩ عودة 

[34] أبو شهبة، محمد بن محمد، دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتّاب المعاصرين، القاهرة، مكتبة السنة، ط 1، (1989 م). ص: (382).

وأبو شهبة هو محمد بن محمد بن سويلم، ولد سنة (1332هـ/ 1914م)، بقرية (منية جناج) الواقعة على ضفاف نهر النيل في محافظة كفر الشيخ، نال سنة (1946م) على الدكتوراه في التفسير والحديث، وعين سنة (1969م) كأول عميد كلية بأول فرع أنشئ لجامعة الأزهر في مصر، أعير إلى المملكة العربية السعودية للتدريس بالمعهد العالي السعودي الذي صار كلية للشريعة، ثم إلى كلية الشريعة بجامعة بغداد، والجامعة الإسلامية بأم درمان بالسودان، توفي سنة (1403هـ/ 1983م).

↩ عودة 

[35] انظر: صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب: قوله : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم)، ص: (858). وكتاب الإيمان، باب نزول عيسى ابن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد ، حديث: (395)، ص: (78).

↩ عودة 

[36] الكرماني، صحيح البخاري بشرح الكرماني، مرجع سابق، كتاب العلم، باب: من يرد الله به خيرًا يفقهه...، ص: (2/38).

↩ عودة 

[37] المرجع السابق، ص: (25/58).

↩ عودة 

[38] السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، تحقيق: أبو إسحاق الحويني الأثري، المملكة العربية السعودية، دار ابن عفان للنشر والتوزيع، ط 1، (1416 هـ/ 1996 م). حديث: (1921)، ص: (4/511).

↩ عودة 

[39] انظر: ابن حجر، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، كتاب الاعتصام، باب: ما يذكر من ذم الرأي، ص: (24/86).

↩ عودة 

[40] المبحث الأول من هذا الفصل.

↩ عودة 

[41] صحيح البخاري، ص: (1539).

↩ عودة 

[42] ابن حجر، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ص: (24/145).

↩ عودة 

[43] السندي، سنن ابن ماجة بشرح السندي، مرجع سابق، حديث: (7)، ص: (1/13).

↩ عودة 

قد تُعجبك هذه المشاركات:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق