الملخّص
في ظل التحديات الاستراتيجية الخطيرة
المتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي لبيت المقدس، والتطويق «الاستعماري» الغربي لمكامن
القوة والاندفاع في الأمة العربية والإسلامية، تمثل الطائفة المنصورة، التي أخبر
عنها النبي ﷺ منذ أكثر من 1400 سنة، مشروع «إنقاذ نبوي»
حقيقي، يقدم رؤية استشرافية لصنّاع القرار والنخب والأفراد في العالم العربي
والإسلامي.
وتسعى هذه الدراسة الجادّة والمهمة للتعريف
بهوية الطائفة المنصورة في زمننا الحاضر، والإجابة على تساؤل كبير: من يكونون؟
وتتعمق في السبر لتجيب على سؤال أكثر أهمية: ما هي الوظيفة التي تقوم بها
الطائفة المنصورة وتُكسبها أهمية سماوية وتميزًا عن غيرها؟
ولجأ الباحث إلى استخدام المناهج العلمية:
الاستقرائي، والوصفي، والتحليلي، والإحصائي، والتاريخي، بغية الوصول إلى نتائج
دقيقة، وقدم خلاصة دراسته لـ (369) رواية، وجدها في (103) كتاب مطبوع ومخطوط، من
حوالي (20) طريقًا من طرق الصحابة الذين رووا حديث الطائفة المنصورة، وناقش فيه
وعرض آراء وأقوال عدد كبير من الصحابة والتابعين والعلماء الذين أدلوا بدلوهم في
حديث الطائفة المنصورة.
ونظر في دلالات ألفاظ الحديث، وسبب وروده،
وزمنه، وسياق موضوعه، وخلص إلى أن الطائفة المنصورة هم المجاهدون في بيت المقدس
وأكنافه، يقاتلون ببسالة وجدارة أعداء الإسلام الذين يحاولون غزو عقر ديار
المسلمين، ونشر باطلهم فيها، ويمثلها اليوم المقاومة الفلسطينية.
واستنتج أن لهم وظيفة خطيرة تقع على عاتقهم تتمثل في تأمين ديار الحرمين الشريفين، وصد الجيوش الغازية الكافرة التي تحاول إفسادها والسيطرة عليها، وإخراج أهلها منها، وتخريبها، وأن الخطر الواقع على المسجد الأقصى اليوم يهدد بشكل استراتيجي الكعبة المشرفة.
ويدعو البحث إلى تجديد الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وإعادة تناولها بأنها القضية المركزية صاحبة الأولوية القصوى التي يجب أن توظف لها الطاقات، وتأتلف من أجلها الجهود والمشاريع المؤسسية والفردية، ونشر ثقافة المصير الواحد (الكعبة - المدينة - بيت المقدس) بين جميع أبناء الأمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق